المجتمع المحلي في خدمة كبار السن

أصبح إهمال كبار السن وتركهم يقضون ما بقي لهم من حياة على هذه الدنيا وحدهم ظاهرة معروفة للكافة، خاصة في المدن، شرقية كانت أم غربية، غير أنه ومع انتشار تيارات أنسنة العالم، ظهرت مبادرات لما يعرف بالقرى الحضرية أو Urban Villages والتي تسعى لابتكار مساحات تستعيد فيها المجتمعات المحلية لسكان المدن بعضا مما كان شائعا بين سكان الريف من قيم وعلاقات اجتماعية، من بين المبادرات التي تندرج تحت هذا الإطار مبادرة “القرى الحضرية للكبار Senior Urban Villages”.
القرى الحضرية للكبار هي نوع من القرى الحضرية التي أصبحت شائعة في الولايات المتحدة، حيث نشأت في حي بيكون هيل في بوسطن في عام 2001، وهي منظمات يديرها الأعضاء وتسمح لسكان المدن الأكبر سنًا بالعيش في منازلهم وتأخير أو تجنب الانتقال إلى دور المسنين، حيث تستخدم المتطوعين لرعاية كبار السن، وقد يدفع الأعضاء أحيانًا رسومًا سنوية لتوظيف الموظفين الذين يقدمون لهم المساعدة – مثل النقل، وإصلاح المنازل، والخدمات الطبية – إلى من يحتاجون إليها.
الآن يبلغ عدد هذه المجموعات حوالي 230 وتنتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتوفر هذه المبادرات فرصا لتعزيز التساند بين كبار السن المنعزلين غالبا ومجتمعاتهم المحلية، فمن خلالها تستطيع امرأة مسنة ما أن تدعو المتطوعين لمساعدتها في إصلاح منزلها، أو تحصل على موعد مع الطبيب يرافقها أحد أعضاء القرية إليه بسيارته، كما يمكنها أن تطلب من عضو آخر في القرية أن يرافقها إلى أحد صالات التمارين الرياضية، مما يساهم في التماسك الاجتماعي، واستقرار المجتمع من خلال بقاء كبار السن في منازلهم، وبقائهم مستقلين نسبيا ويتمتعون بالحيوية.
من السمات المميزة للقرى الحضرية للكبار أنها تبدأ من القاع إلى أعلى وكلها يقودها متطوعون على مستوى القاعدة الشعبية، كما تقول ناتالي غلوشيا، المديرة التنفيذية لشبكة من قرية إلى قرية Village to Village Network، وهي شبكة تستظل تلك المبادرات تحت مظلتها، تساعد القرى الحضرية للكبار على مشاركة خبراتهم وأفضل ممارساتهم.
وكما يؤكد مقال نُشر في مجلة العمل الاجتماعي للشيخوخة العام الماضي، فإن غالبية المشاركين من كبار السن في القرى الحضرية شعروا بأن العضوية قد حسّنت شعورهم بالارتباط بالآخرين والقدرة على الاعتماد على الآخرين.
في المنزل بالإسكندرية أو At Home in Alexandria (AHA) هي واحدة من 35 قرية تقريباً في منطقة واشنطن العاصمة، وحدها، تأسّست المبادرة عام 2011 وهي تشبه معظم القرى الحضرية للكبار، حيث تزوّد أعضاءها بالمواصلات والمساعدة في المهام ذات الصلة بالمنزل مثل تعليق الصور أو تثبيت برامج كمبيوتر جديدة. إلا أن الأعضاء طوروا أيضًا مجموعة واسعة من الأنشطة الاجتماعية، بما في ذلك وجبات الإفطار والغداء المشتركة شهريًا، وتجمعات الأحداث الجارية، ورحلات إلى السينما.

لمصدر المعلومات والمزيد منها طالع تقريرا على موقع شيرابل:
https://www.shareable.net/blog/why-urban-villages-are-on-the-rise-around-the-world
وطالع موقع شبكة من قرية إلى قرية:
http://www.vtvnetwork.org/content.aspx?page_id=0&club_id=691012
وموقع مبادرة “في المنزل بالإسكندرية”
http://athomeinalexandria.org/

أضف تعليق