تحميل كتاب قصص ومعان… هوامش على متون 50 حياة الجزء الثالث

يأتي هذا الجزء الثالث من سلسلة كتب “قصص ومعان” بعد 4 أعوام من البدء فيه، كانت عزيمة الكتابة فيه تأتي وتذهب، والأفكار في اختيار شخصيات الكتاب تطوف بالعالم المجهول بالنسبة لي شرقا وغربا، فالكتابة عندي هي قبل كل شيء رحلة شخصية للتعلم واستكشاف المجهول أنقلها في أسلوب مبسط للقارئ، وبالتالي فهي ليست بحوثا علمية أكاديمية حول تلك الشخصيات، وإنما كتابات أقرب للكتابة الصحفية، إلا أنني حرصت في نهاية كل قصة منها أن أضع مصادري فيها، والتي يمكن للقارئ أن يستزيد منها حول الشخصية التي تجذبه القراءة حولها.

في الأغلب الأعم من الشخصيات التي كتبت عنها هنا أو في سائر قصص السلسلة، كنت أحرص على قراءة أكثر من مصدر، سواء أكانت مصادر متاحة على الإنترنت، أو حتى مصادر من كتب أشتريها لأتمكن من استيعاب جوانب حياة وإنجازات شخص ما قبل أن أرجع في كتابتي إلى المصادر الأخرى المختصرة، فعلت ذلك قدر المستطاع، وقدمت وختمت الحديث حول كل شخصية أكتب عنها بأفكاري ورؤيتي حولها من خلال قراءاتي.

عندما انتهيت من كتابة الخمسين قصة المخصصة لهذا الكتاب، وهو العدد الذي ارتضيته ليكون موجودا في كل جزء، قمت بإعادة ترتيب قصص الكتاب، بادئا أولا بما له ارتباط بالحدث الأبرز الذي نعيشه في غزة وفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023، وحاولت قدر المستطاع أن يكون التنقل بين المساحات الجغرافية والموضوعية لقصص وشخصيات الكتاب انتقالا سلسا، لا يحس فيه القارئ بغربة كبيرة.

وقد كان أبرز ما تضمنه هذا الكتاب فضلا عن قصص الشخصيات التي قدمت وتقدم نضالات تنفع الناس وتحافظ على البيئة، أنني قدمت عددا لا بأس به من قصص شخصيات ساهمت في تاريخ المسلمين في كل من بريطانيا، التي حظيت بالنصيب الأكبر، كونها بلد الإقامة الحالية، فضلا عن جنوب أفريقيا، والولايات المتحدة.

وقد كان هدفي من الكتابة عن جميع من كتبت هنا أن أنقل إلى القارئ المعرفة والإلهام والمتعة التي توفرها مثل هذه الرحلات الاستكشافية في تجارب وخبرات وحيوات أناس من الشرق والغرب. وأرجو أن أكون قد أفلحت في هذا.

مجدي سعيد

لندن – 25 يناير 2024

للإطلاع علي الكتاب مجاناً وتحميله: إضغط هنا

لتحميل الجزء الثاني: إضغط هنا

لتحميل الجزء الأول: اضغط هنا

تحميل كتاب قصص ومعان… هوامش على متون 50 حياة الجزء الثاني

حين أنهيت إعداد كتابي “قصص ومعان” في النصف الثاني من شهر ديسمبر عام 2017، لم يكن في بالي أنني ربما يطول عمري وأكتب جزءا ثانيا له، ولكن ما أن انتصف شهر أغسطس 2018، حتى كنت أبدأ في سلسلة مقالات أخرى تحت نفس العنوان، ومن أغسطس 2018 حتى مارس 2019، أعانني الله وأكملت خمسين أخرى. وها أنا قد أعدت ترتيبها محاولا وضع الشخصيات التي تدور أعمالها في فلك متقارب مع بعضها البعض، ولكن كما قلت من قبل في مقدمة كتب سابقة، فإن الفصل الموضوعي بين شخصيات و/ أو مبادرات تشتبك مع قضايا الحياة المعقدة بطبيعتها هو أمر تعسفي، فالمجالات الموضوعية تتداخل، فإذا وجدت عنوانا عريضا لتجربة حياة شخص هنا، فإنك واجد خيطا رفيعا في تجربته من مجال موضوعي آخر.

لكن الجامع المشترك الأعظم بين كل أو جل شخصيات الكتاب هو أنها تقدم نماذج مضيئة لأناس استشعر كل منهم بمسئوليته إما تجاه خلق الله من نبات، وحيوان، وتربة، وماء، أو أنهم استشعروا بمسئوليتهم تجاه قضايا الناس من حولهم، إما في مجتمعاتهم القريبة، أو تجاه بعض المهمشين والمحرومين والمضطهدين سواء في بلدانهم أو بلاد بعيدة عنهم، إما ينتسبون إليهم بشكل ما، أو لا ينتسبون إليهم إلا بالنسب الإنساني العام، والبعض القليل من الشخصيات المختارة قدمت نماذج في نفع الناس بأشكال مختلفة، أو في ممارسة إنسانيتهم في أشكال أخرى.

لم أحاول فيما انتقيت من نماذج أن أقدم صورة مزيفة من واقع إنساني يغلب فيه الظلم والقهر والحرمان والفقر، واقع مظلم في كثير من جوانبه، لم أكن أحاول تزييف هذا الواقع الذي نعرفه ونعيشه جميعا، يوما بيوم، وساعة بساعة مع وفي ومن خلال نشرات الأخبار في وسائل الإعلام كافة، وفيما نتناقله أو نطالعه رغما عنا على الأقل على وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما حاولت أن أشير إشارات قصيرة إلى أن هناك في تلافيف هذا الواقع ما يخالف الظلمات التي نتداولها، نماذج من البشر، مثلنا من لحم ودم، ليسوا أساطير، ولا خرافات، ولا محض خيال، ولا نماذج من أعماق التاريخ، وإنما نماذج بشرية امتلأت نفوسها بقبسات من النور، إنعكاسات لنور الله في نفس كل إنسان..إنسان، يقبس كل منا، ويلتمس منها بقدر جلاء أجهزة استقباله، ثم يعكسها على ما حوله في أقوال وأعمال تحمد.

وبالطبع فإنني لست معنيا بتقييم مجمل حياة هؤلاء الذين كتبت عنهم، وإنما اخترت أن أقدم ما رأيت فيه نضالا إنسانيا شريفا، قدمه كل واحد منهم في جانب من حياته. بدأت هذه المجموعة ببهجة القلوب، وأنهيتها برحلة روحية عبر عدسات كاميرا، وبين هذين القوسين ترتفع نبضات القلوب، ونبرات الأصوات، وتحتدم المعارك أحيانا، ويفقد بعض النبلاء حياتهم، ويعيش البعض لحظات من السكينة، ويتتبع شغفه، وتأسره هوايته. شخصيات تجوب بك بلاد العالم، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، رجالا ونساء من أديان وأعراق مختلفة، وذوي لغات وثقافات متنوعة. أرجو أن أكون قد أفلحت في تقديمهم بما لا يخلو من متعة أو فائدة، أحدهما أو كلاهما.

والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

للإطلاع علي الكتاب مجاناً وتحميله: إضغط هنا

تحميل كتاب: المتضامنون مع فلسطين.. ونضالاتهم ضد العدوان الإسرائيلي والنفوذ الصهيوني

منذ أن كنا صغارا، تفتح وعينا وفلسطين حاضرة في وجداننا، وعندما وصلنا إلى سن الشباب كنا نتضامن مع فلسطين ما وسعنا صدر النظام في مصر.

وإذا كان تضامننا، وتضامن الشعوب العربية والإسلامية مع أهلنا في فلسطين، وضد احتلال أرضه وعدوان المحتل عليهم وعلى أرواحهم وممتلكاتهم أمر طبيعي بحكم ما يربطنا، إلا أن تضامن غيرنا من شعوب الأرض، التضامن الذي دفع بعضهم (مثل ريتشيل كوري وتوم هيراندل) للتضحية بحياته هو أمر لافت لكل متابع لمنحنيات ومنعطفات القضية الفلسطينية.

هل كان المحرك لهذا التضامن هو حركة الشعب الفلسطيني نفسه من خلال انتفاضاته؟ هل كان المحرك هو العدوان الإسرائيلي المستمر بشكل يومي ربما على أهلنا في فلسطين، ومعاناة أهلنا في الضفة مع الجدار، وفي غزة مع الحصار؟

أم أن عصر الإنترنت والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي هي التي جعلت لكل ذلك صدى؟ الأغلب أن كل ذلك فضلا عن حركة الجاليات الفلسطينية في بلدان المهاجر.

كل ذلك ساهم في اتساع نطاق التضامن وتنوع أشكال التعبير عنه وتجلياته، حتى في داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، متمثلا في أجيال من الشباب الرافض بدافع ضميري للخدمة في الجيش الصهيوني.

ومن خلال عملي على مدى أكثر من 20 عاما الآن في مجال الكتابة تابعت الانتفاضة الثانية، واجتياح جنين، ومذبحة الحرم الإبراهيمي، ثم في الإطار الأوسع تابعت الغزو الأمريكي للعراق، والاعتداءات المتكررة على غزة وعلى لبنان، وتابعت ظهور ما أطلق عليه “قوة عظمى سلمية” متمثلة في حركات مناهضة الحرب والعولمة، والمنتدى الإنساني العالمي، وحركات التضامن مع فلسطين، وقوافل محاولات كسر الحصار على غزة، وسجلت بعضا من صور ذلك في كتابي الإلكتروني الصادر في 2018 “نحو حلف فضول معاصر.. هوامش على متون مناهضة الحرب والعولمة”.

وفي أكتوبر من عام 2019 كنت قد بدأت كتابة سلسلة مقالات تحت عنوان “متضامنون” أستكمل بها خط الاهتمام هذا. وقد رأيت على وقع الأحداث الساخنة التي تعيشها فلسطين عامة، والقدس خاصة منذ بداية شهر رمضان 1442 هجرية/ أبريل 2021 من مواجهات يومية حول المسجد الأقصى وحالة التعبئة لدى الجيش الإسرائيلي، وحالة الاستعداد لدى فصائل المقاومة، وفي ظل عادة النظام في إسرائيل كلما وصل إلى حالة انسداد كالتي وصل إليها بعد الانتخابات الإسرائيلية المتتالية غير الحاسمة، أن يحاول فك أزمته بالعدوان وشن الحرب.

في ظل كل هذه الأجواء رأيت أنه قد آن الأوان لإخراج ما كتب حتى الآن في سلسلة متضامنون للقارئ، أملا في أن يساهم ما كتبته في رفع الوعي بجوانب أخرى من النضال، متمثلة في نضال هؤلاء المتضامنين ضد النفوذ الصهيوني في بلادهم.

والكتاب لا يستهدف ولا يدعي أنه يقدم حصرا بكل أشكال وفعاليات وتجليات التضامن مع فلسطين، فهذا ما يفوق طاقة الكاتب وحده في المتابعة والرصد.

ويستهدف الكتاب فقط إلقاء الضوء على نماذج من التضامن، فكما أن الصراع مع العدوان الإسرائيلي على أرض الرباط ساخن، فكذلك فإن النضال ضد النفوذ الصهيوني لا يقل سخونة وإن كان لا يحظى بنفس القدر من الاهتمام، ربما لأنه يدور على ساحة متسعة في أوروبا وأمريكا وحتى أفريقيا وبلا بارود ولا رصاص ولا غازات مسيلة ولا دماء.

والمتأمل لمادة الموضوعات التي يشملها الكتاب يمكن أن يلاحظ أن المعارك تدور حول عدة نقاط:

  • انتشار حركة المقاطعة (BDS) وخطابها الإنساني، والضغط الصهيوني لإيقاف ذلك وتجريمه.
  • انتقاد الصهيونية وممارسات إسرائيل ووصف الدولة الصهيونية بأنها دولة فصل عنصري والضغط من أجل تجريم ذلك باعتباره “معاديا للسامية”.
  • الدعوة لمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب والدعوة لتحويلهم إلى المحكمة الجنائية الدولية من جانب، ومساعي إسرائيل والصهيونية لمنع ذلك.
  • امتناع أجيال متتالية من الشباب الإسرائيلي عن الخدمة في الجيش رفضا لممارساته ضد الفلسطينيين.

في النهاية أرجو أن يساهم هذا الكتاب في رسم خريطة مبدئية لحركات وتجليات التضامن والتي هي في حاجة من أمتنا إلى استراتيجية لدعمها ولمواجهة ما تتعرض له.

وأرجو أن يكون في هذا بعض الاعتذار عن تقصيرنا تجاه أهلنا في فلسطين عن خذلاننا لهم في نضالهم من أجل تحرير الأرض والإنسان.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

مجدي سعيد

لندن، الأحد 25 أبريل 2021

13 رمضان 1442 هجرية

للإطلاع علي الكتاب مجاناً وتحميله: إضغط هنا

تحميل كتاب رواد صغار: 50 قصة في الريادة الإجتماعية تحت 18

تأتي هذه السلسلة من المقالات التي يضمها هذا الكتاب والتي حملت عنوان <رواد صغار> امتدادا لسلسلة مقالات <قصص ومعان> والتي تم جمعها في كتابين، والتي كانت بدورها امتدادا لسلسلة <نقاط مضيئة> والتي خرجت في 3 كتب، وهي سلاسل ضمها جميعا وسم (هاشتاج) #نقاط_مضيئة على صفحات الفيسبوك.

ومن ثم فهي سلاسل بعضها من بعض، يكمل بعضها بعضا، في إطار من السعي إلى تقديم الأفكار والتجارب الملهمة، سواء أكانت تجارب أفراد، أم مبادرات ومؤسسات وحركات، أملا في أن تساهم تلك الأفكار والتجارب في إلهام أجيال من صناع التغيير في بلادنا.

بدأت الكتابة في هذا السلسلة تحديدا “رواد صغار”، منذ شهر مارس 2018، وانتهيت منها في هذا الشهر (يناير 2021)، أي ما يقرب من 3 سنوات. وكان لهذه السلسلة قبل ذلك بذرة، كما كان لها في بدايتها شرارة إلهام.

أما البذرة فقد جاءت في إطار الجزء الأول من سلسلة “قصص ومعان” والتي كنت أنشرها حينها في موقع هاف بوست عربي، وذلك حينما كتبت قصة الطفلة رائدة الأعمال الأمريكية ميكائيلا أولمر، والتي بدأت عملها في السن الرابعة، وكانت تبلغ حينما كتبت عنها الحادية عشرة، وقد آثرت إعادة نشرها في السلسلة الجديدة.

أما شرارة إطلاق هذه السلسلة فقد جاءتني حينما التقيت بأول قصة من قصصها، وهي قصة الصبي البريطاني فيمي أوليد-كومب، والتي كان لها فضل إلهامي ببدء هذه السلسلة، وقد حافظت على جعل هذه القصة أولى قصص الكتاب حينما أعدت ترتيب القصص استعدادا لجمعها في كتاب.

منذ البداية كان لدي تعريف واضح لكمة صغار التي وضعتها في العنوان، وأنهم أولئك الذين تقل أعمارهم – حينما بدأوا مسيرتهم فيما قاموا به – عن 18 عاما. أما كلمة رواد، فحينما بدأت كان لدي فكرة أوسع قليلا مما انتهيت بوضعه في الكتاب، لكن الجوهر الأساسي لمعناها كان واضحا لدي، وهي أنهم أولئك الذين قاموا بعمل متميز، سواء أكان هادفا للربح، أم غير مستهدف ذلك. وأنهم أولئك الذين كان دائما في أذهانهم، وفي مسيرة أعمالهم بعد يتجاوز الاهتمام أو التعبير عن ذواتهم، إلى دائرة المجتمع الأوسع. لكنني وخلال تلك المدة الطويلة من جمع القصص تجاوزت أحيانا عن هذا الشرط الثاني، فاخترت قصص صغار موهوبين أو متميزين دون أن يظهر في أعمالهم ذلك البعد الاجتماعي، ومن ثم آثرت حينما شرعت في جمع مادة الكتاب وترتيب قصصه إلى استبعاد ما يخالف ذلك الشرط الثاني لتعريف “الريادة”، التزاما بنيتي الأصلية، وأضفت من القصص البديلة ما يتوافق مع الشرطين معا.

ومن خلال استقرائي للقصص التي جمعتها في هذا الكتاب – والتي لا تعدو أن تكون نماذج لآلاف القصص التي يمكن أن تقابلكم إما في حياتكم العملية أو من خلال تصفحكم للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي – أستطيع أن أضع بعض القواعد التي وجدتها متكررة في القصص:

  • أولا من حيث الدوافع: كثيرا ما يكون الدافع للقيام بتلك الأعمال المتميزة هو الشغف بشيء ما مثل البرمجة أو العلوم مثلا، أو حب شيء ما كالطيور والحيوانات. بينما كان التعاطف هو القسيم الآخر المحفز للقيام بتلك الأعمال، سواء أكان اهتماما بإنسان عزيز لديهم، أو بكائنات يحبونها، أو بحالة إنسانية عامة تستحق التعاطف. وكان تشجيع الأهل في كثير من الحالات هو زناد الإطلاق.
  • ثانيا أن هناك ثلاثة حواضن رئيسية للرواد الصغار: تأتي الأسرة في مقدمة تلك الحواضن، خاصة للأطفال الصغار، وتأتي المدرسة في المقام الثاني وذلك من خلال وجود برامج أو أجواء عامة، أو من خلال برامج قاصدة لغرس قيم ومهارات وسلوكيات الريادة، أما المجتمع فهو الحاضنة الثالثة، سواء أكان ذلك هو المجتمع المحلي، أو المجتمع الأوسع متمثلا بشكل خاص في المسابقات والإعلام المهتم، والمؤسسات الراعية والحاضنة.

ومن ثم فإن هذه السلسلة وهذا الكتاب موجهين بالأساس للقائمين على تلك الحواضن، للفت الانتباه، والإلهام، وإدراك أهمية هذا الدور التشجيعي والتحفيزي والتربوي، وأهمية أن يكون هناك برامج تخرج الصغار من دائرة الاهتمام الأنانية الضيقة، إلى الدائرة الاجتماعية الأوسع، فكما يقال “ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط”. وهذه السلسلة وهذا الكتاب موجه بالدرجة الثانية للصغار، فربما يجدون في بعض ما يتضمنه الكتاب من قصص مثالا يودون محاكاته.  

والقصص والحكايات الموجودة بالكتاب كما سترون هي مجرد “إضاءات” بسيطة، وقصيرة في الغالب استقيتها من مصادرها، وقد حرصت أثناء الكتابة على وضع أسماء أبطال القصص باللغات الأجنبية لمن يريد البحث والاستزادة وتتبع تطور القصص، كما أضفت قائمة بمصادر المعلومات ومصادر الاستزادة في نهاية كل قصة أيضا لنفس الغرض.

وفي الختام، أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم قصص مفيدة وملهمة، وليس بالضرورة قصصا مسلية. وأرجو أن يكون عملي هذا متقبلا، وأن ينفع الناس، وأن ينفعني الله به في الآخرة.

مجدي سعيد

لندن، الخميس 21 يناير 2021

للإطلاع علي الكتاب مجاناً وتحميله: اضغط هنا

تحميل كتاب فسيفساء: تجارب إنسانية في التنمية والنهضة

تجارب الإصلاح والتنمية والنهضة وصناعة الحياة – سمها ما شئت – هي تلك التجارب التي تحقق مصلحة عامة أو تدرأ مفسدة عامة، فتلبي احتياجا عاما، أو تحل مشكلة عامة، وهي تجارب يتوافر لأصحابها الإرادة الحرة وإن استعبدت الإرادات، والعقل المبدع وإن أسنت الأفكار، فيتفاعلون مع تلك الاحتياجات و/ أو المشكلات، ويقدمون لنا تجارب نتعلم منها أيا كان مصدرها، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، والحكمة كي تلتمس لابد من النظر والتعلم من تلك التجارب، يقول الله تعالى: “ولقد جاءكم من الأنباء ما فيه مزدجر، حكمة بالغة فما تغني النذر”[1]..ففي هاتين الآيتين يعطينا الله درسا في أحد مظان التماس الحكمة، وهي “الأنباء” التي تأتينا عن “تجارب” الأمم قديمها وحديثها، ماضيها وحاضرها، وإذا كانت الآيتان قد جاءتا في معرض الحديث عن أنباء تجارب الأمم التي عصت وكفرت فكان عاقبتها كما جاء في القرآن، ومن ثم فإنها تحدثنا عن الاستفادة من تجارب إخفاقات الأمم، فلا يعني هذا أننا لا يمكننا أن نستخلص من نجاحات الأمم في تجاربها حكمة بالغة أيضا، فالأمم صغيرها وكبيرها، قديمها وحديثها، شرقيها وغربيها، وشمالها وجنوبها تمر جميعها بتجارب، قد تنجح فيها وقد تخفق، ومقياس النجاح والإخفاق، هو بمقدار ما تحقق تلك التجارب من مصالح أو تدرأ من مفاسد، سواء في ذلك مصالح ومفاسد الدنيا أو الآخرة والتي يمكننا أن نحدد ملامحها بمقياس الفطرة أو بمقياس الرسالة، لكن بعض الأمم هي التي تستفيد من تجاربها، بينما البعض الآخر لاه، غافل، وإذا كان تشوه الفطرة ومن ثم تشوه المقاييس والمعايير التي نقيس بها المصالح والمفاسد مانع من استفادة البعض، فإن غفلة البعض الآخر عن تدوين أو توثيق تجاربه وتجريد الحكمة المستخلصة من تفاصيلها هو مانع آخر من الاستفادة والتعلم، ومن ثم فهو مانع من تراكم المعارف والخبرات المكتسبة من تلك التجارب، ومانع من ثم من التقدم والنهوض، وفي هذا الصنف الثاني تقع أمتنا للأسف الشديد.

إذ لم تحظ تجاربنا التنموية والنهضوية بالتوثيق أو التجريد الواجب اللهم إلا القليل منها، وفي هذا السفر الذي بين أيديكم، والذي يأتي كحلقة سابعة من سلسلة “رسائل في الإصلاح والنهضة”[2] أقدم بعضا من التجارب، التي دونت:

  • كتجربة واحة الصبيان: والتي حرص صاحبها الأستاذ السعيد محمد عاشور على توثيقها بشكل مثالي على الرغم من مضي عشرات السنين على حدوثها.
  • وتجربة بنوك الادخار المحلي: والتي قدم عنها صاحبها الدكتور أحمد عبد العزيز النجار ثلاثة محاضرات ثم جمعها في كتاب رائع، كان هو المرجع الوحيد حول تجربة كانت تستحق أكثر من مجرد كتاب.
  • وتجربة “خزف جراجوس”: والتي قدمت في شكل وصفي وفني أكاديمي بارد، خلا من التجريد الواجب.

كما قدمت في الكتاب توثيقا لبعض التجارب التي تفرقت الأنباء عنها في بطون الكتب والصحف هنا وهناك، فحرصت أن ألم شعثها في مقال جامع، أتمنى أن يعطيني الله العافية والإرادة حتى أقدمها في كتاب خاص تستحقه، ألا وهي تجربة الحزب الوطني القديم ومشروعه في النهضة والاستقلال. كما أقدم بعض التجارب التي استقرأتها من المعاصرة ولم تحظ بالتدوين كتجربة العمل الخيري الشبابي الحديث.

وفي الباب الثاني من الكتاب ألقي إضاءات على تجارب من هنا وهناك من بلدان العالم الأول أو العالم الثالث، من كوبا غربا إلى شبه القارة الهندية شرقا، وهي التجارب التي وجدت عنها مادة وفيرة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).

وتتناول تلك الباقة الأولى من التجارب التي أعرضها في الكتاب ببابيه – والتي أتمنى أن تتلوها باقات أخرى إن كان في العمر بقية – تجارب متنوعة من حيث المستوى ومن حيث الموضوع، فمن تجارب الدول (كوبا)، إلى تجارب الحركات الاجتماعية والأحزاب (الحزب الوطني)، إلى تجارب المؤسسات الاقتصادية والأهلية (بنوك الادخار – تاتا – شيدولاي – بذور التغيير إلخ)، إلى تجربة الأفراد (واحة الصبيان) إلا أنها جميعا تتفق في كونها أحدثت تنمية وسعت لإحداث نهضة تتناول مجتمعا أو فئة من فئاته، محققة بذلك مصلحة أو ساعية لدرء مفسدة، راجيا من الله أن تكون تلك التجارب حافزا لمن يسعون في الأرض إصلاحا، وتنمية ونهضة كي يواصلوا عملهم فيما بدأوه، وحافزا لهم أيضا كي يدونوا ويوثقوا لنا “أنباء” تلك التجارب والخبرات حتى لا نبقى نحرث في البحر، وحتى لا نكون مغبونين.. يومنا كأمسنا، وغدنا كيومنا. راجيا المولى عز وجل أن يكون عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني به في الدنيا والآخرة، وأن ينفع الناس به “وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.

مجدي سعيد

فبراير 2010 

للإطلاع على الكتاب مجانًا وتحميله: اضغط هنا

ملحوظة: في هذه الطبعة الإلكترونية من الكتاب، قمت بإضافة موضوعين كانا قد سقطا سهوا من الطبعة الأولى، وهما موضوعي محمية جبل الشوف في لبنان، وقرية سلمون القماش في مصر.

[1] – القرآن الكريم، سورة القمر، آية 4 – 5.

[2] – سبقتها رسائل: (1) تأملات قرآنية في الإصلاح والنهضة، (2) العمل الأهلي حياة الأمة..تجربة الإمام محمد عبده، (3) الحركة التعاونية..الطاقة التنموية المهدرة، (4) من سير صناع الحياة (5) التعليم مشروع الأمة..عبرة الماضي والحاضر وآفاق المستقبل (6) العلوم والتكنولوجيا..أفكار وتجارب في التغيير والنهضة.

تحميل كتاب: العلوم والتكنولوجيا ..أفكار وتجارب للتغيير والنهضة

هذا كتاب قديم نشرته ورقيا عام 2010، سطرت محتوياته مقالات أو أوراق منذ تسلمي مهمة العمل في القسم العلمي بشبكة إسلام أون لاين عام 2000، ثم مساهمتي في تأسيس الرابطة العربية للإعلاميين العلميين منذ عام 2003 حيث ساهمت ببعض المقالات والموضوعات التي تعرض لبعض الأفكار أو التجارب التي تدور حول سبل تفعيل منظومة العلوم والتكنولوجيا بمكوناتها المختلفة، وحول الآفاق الممكنة لاستخدام الناس لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التغيير.

وقد سطرت ما فيه من وحي إيماني بأن التجارب الإنسانية هي أغزر المظان التي يمكن للإنسان أن يتلمس فيها الحكمة، وبأن علينا إذا أردنا أن نبحث عما يهدي طريقنا في ظلمات الواقع المتردي والذي يفرض احتياجات، ويفرض مشكلات تحتاج إلى حلول علينا أن نتلمسها في منظومة العلوم والتكنولوجيا.

للإطلاع على الكتاب وتحميله: اضغط هنا

للإطلاع على الكتاب عبر موقع جودريدز: اضغط هنا

تحميل كتاب: 100 فكرة بسيطة ومبتكرة من أجل عالم أفضل

نشأت فكرة هذه السلسلة – ومن ثم هذا الكتاب – وقت مطالعتي وإعدادي للمقال الأول فيها والخاص بمبادرة القهوة للمشردين، فساعتها عزمت على المضي قدما في البحث عن أفكار موضوعات جديدة تغذي تلك السلسلة، وقد كان، يوما بعد يوم صرت أضيف إليها جديدا، أياما يفتح الله علي وأكتب، وأياما تمر دون كتابة سطر واحد، فالكتابة فتح من الله.

وقد مضيت في هذه السلسلة بين أفكار بسيطة ومبتكرة لمبادرات تصنع فرقا في حياة الناس، أو لأفكار مبتكرة ولكنها قد لا تكون بسيطة. وتراوحت تلك الأفكار ما بين أفكار في الريادة الاجتماعية، وما بين حركات اجتماعية ذات أفكار مبتكرة، وما بين ابتكارات أو اختراعات مادية تنشأ عليها مشروعات تقدم حلا لمشكلة مزمنة. وفي كافة موضوعات السلسلة تجد دائما إما أن الإنسان والمجتمع والناس حاضرين، أو تجد البيئة والطبيعة حاضرة، فلا خير في عمل يفسد ولا يصلح في حياة الناس أو البيئة.

للإطلاع على الكتاب وتحميله: اضغط هنا

صفحة الكتاب على موقع جود ريدز : اضغط هنا

تحميل كتاب: نحو حلف فضول معاصر

حبات في عقد غير مكتمل

نشرت مادة هذا الكتاب منجمة على مدار خمسة عشر عاما – تنقص أو تزيد – بدأتها بمقال حول الدبلوماسية الشعبية، على هامش مناقشات فريق التحرير بموقع إسلام أون لاين حول الاجتياح الإسرائيلي لجنين في أبريل من عام 2002، وما أحدثه الاجتياح من ردود أفعال، ثم تلى ذلك ما كتبته من وحي حركات مناهضة الحرب والعولمة، والتي نشطت قبيل الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، حيث عملت في تلك الفترة محررا لصفحة خاصة حملت اسم “ساحة مناهضة الحملة الأمريكية”، ثم مسئولا عن فريق العمل في مبادرة “الشبكة العربية للإعلام البديل” ومحرر نشرتها “شعاب الحرية”، وقد خرجت من ذلك العمل وأنا أحمل هم الاهتمام بحركات مناهضة الحرب والعولمة، وقد صاحبني الاهتمام وقتها بحملة التضامن مع غزة، وسقوط الضحايا الدوليين لهذا التضامن، وهو الحدث الذي كان له بالغ الأثر في نفسي بإحيائه معنى “حلف الفضول، وهو المعنى الذي ظل يراودني حينا بعد آخر كما تلاحظون في هذا الكتاب، واستمر الاهتمام بعد ذلك سواء مع حرب لبنان 2006، أو مع العدوان الإسرائيلي المتتالي على غزة.

وإذا كان مكون “حركات مناهضة الحرب” قد أخذ النصيب الأكبر من كتاباتي، إلا أن مكون “حركات مناهضة العولمة” لم يغب عنها تماما، حيث كان له نصيب كبير من تقريري حول تصنيف وتعريف الحاضرون في مؤتمر بيروت عام 2004، وإذا كان الاهتمام بالحركات ذات الطابع الاحتجاجي والرافض هو الذي سيطر على اهتمامي لفترة، فقد انتقل الاهتمام في مرحلة لاحقة (2014 – 2016)، مع كتابة سلسلة مقالات نقاط مضيئة ومقالاتي بموقع يقظة فكر، في أعقاب انتكاسة الثورة المصرية عام 2013 إلى الاهتمام بالمكون البنائي في حركات مناهضة العولمة بشكل محدد، ومنعا للتكرار، فقد وضعت في الكتاب هنا من مقالات نقاط مضيئة ما له صلة بالخط العام للكتاب، وإن كنت ختمته بمقالي في نقاط مضيئة والذي قدمت فيه رؤية عامة لما أسميته بتيارات أنسنة العالم.

وبعد كل تلك السنين، وتقليب الفكر في الأمر، وتطوره، تبلورت لدي تلك القناعات:

  • أننا بالفعل في حاجة إلى تحالف عالمي يضع فيه المسلمون ثقلهم الفكري والحركي مع تيارات أنسنة العالم جميعا بساقيها الاحتجاجي والبنائي، وبمساريها في مناهضة الحرب ومناهضة العولمة.
  • أن معركة الناس، عموم الناس، الحالمين بعالم أكثر حرية وعدلا وسلاما، وأقل تدميرا للإنسان وبيئته، هي بالأساس مع العولمة الرأسمالية، فهي أساس الوباء، وأس البلاء، وما الحرب إلا أحد أكثر تجليات تلك العولمة سوءا وصخبا، وإن لم تكن الوحيدة.
  • وأن أمضى سلاح في تلك المعركة، هو سلاح بناء البدائل، في كافة مناحي الحياة، فكرا وحركة، وهو المجال الذي على أصحاب الوعي الحضاري، والفقه المقاصدي والعمراني أن يقدموا فيه نماذجهم الفكرية والعملية، والتي تتسع لأحلام الحالمين جميعا.
  • وأن هذا السلاح لابد له من مقومات استدامة، وطول نفس، وحكمة، ولابد له من دعاة، يبنون الوعي، ويحشدون الجمع.
  • وأن هذا السلاح، لا يغني عن السلاح الآخر، المتمثل في كل أشكال الاحتجاج والضغط والنضال السلمي المتاحة في العالم الذي يتمتع بمساحات لفعل ذلك، أو الذي يمكن خلق مساحات فيه لذلك الضغط.
  • أن نضال شعوب العالم ضد الاستبداد الذي لا زال يجثم على صدورهم، هو جزء لا يتجزأ من نضالهم ضد الحرب والعولمة، فما تقوت نظم الاستبداد إلا بدعم من النظم الرأسمالية الحاكمة في العالم، وما آلة الاستبداد المسلح، إلا وجه آخر من وجوه آلة الحرب، وقرن من قرون آلهته.
  • أن درة تاج الحرب والعولمة هو المشروع الصهيوني الإسرائيلي، ومن ثم فإن هزيمة هذا المشروع، وزواله سيكون إن شاء الله إيذانا بانهيار عرش رأسمالية الحرب والعولمة، ومن ثم فإن زوال هذا المشروع دونه خرط القتاد، وإن كان لا محالة قادم إن شاء الله.
  • ومن ثم علينا جميعا أن ندرك أن معركة الإنسانية واحدة، معركة تحريرها من الظلم والجور والعدوان واغتصاب الثروات وانتهاك كرامة الإنسان، والذي تقوده قوى العالم الرأسمالي المسيطر وأذنابها.
  • وأن أي جهد في هذا المعركة الشرسة، طويلة الأمد مطلوب، ولا معنى لقعود أحد، أو بكائه على الأطلال، فالعدو يملك الكثير والكثير من أسباب القوة، ودواعي الشراسة والتشبث بمواقعه.
  • وأن العالم ينتظر النماذج الملهمة المستوحاة من القيم العليا للإسلام، ومقاصده، ومنظوره الحضاري، المتوافق مع فطرة الإنسان وأشواقه إلى الحرية والعيش، والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

وختاما، فإن تلك الكتابات المتفرقة ما كان لها أن تصنع صورة متكاملة لحركات مناهضة الحرب والعولمة، وهو أمر يحتاج إلى احتشاد وتفرغ لا أملك أسبابه، لذا فقد آثرت ألا أبقي تراث تلك المقالات مدفونا، خاصة وأن أصول تلك المقالات قد دفنت بغلق بوابة إسلام أون لاين عام 2010. مكتفيا بما ورد في تلك المقالات من روابط لكل راغب في الاستزادة.

مجدي سعيد

لندن – 25 يناير 2018

ذكرى 7 سنوات على ثورة الحرية والعيش والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية

للإطلاع على الكتاب اضغط هنا

لتحميل الكتاب اضغط هنا

تحميل كتاب: المنظومة الصحية في مصر .. نظرات عابر سبيل

في هذه الورقة التي قدمت في “منتدى العدالة الاجتماعية في تصحيح المنظومة الصحية”، والذي نظمه كل من مبادرة أطباء التحرير، بالتعاون مع مستشفى سرطان الأطفال، ومؤسسة إعادة بناء مصر في الثامن عشر من يونيو عام 2011، والتي أتت بعد فتح باب الأمل أمام أحلام المصريين عقب نجاح ثورة الشعب المصري 25 يناير – 11 فبراير 2011 أستعيد ذكريات وأسترجع خاطرات وأفكار مرت بي حين مررت سنين طوالا من عمري بالمنظومة الصحية في مصر، طالبا بكلية الطب (1979 – 1986) فطبيب امتياز (1987 – 1988) فطبيبا مكلفا بعدد من مكونات منظومة الطب الوقائي والعلاجي في مصر (1988 – 1991) فطبيبا حرا أعمل ببعض المستوصفات الطبية الشعبية (1991 – 1992) فطبيبا بالتأمين الصحي لطلبة المدارس عامي (1993 و2000)، ثم كان أن خرجت من القمقم الطبي إلى دنيا الله الواسعة كدارس للأنثروبولوجيا بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية (1994 – 1997)، ثم كإعلامي علمي كل الوقت (2000 – 2004) ثم بعض الوقت حتى الآن، ثم ككاتب ومحرر وباحث مهتم بشئون التنمية والتاريخ والفكر، كل هذه الرحلة الطويلة أتاحت لي أن أرى المنظومة من داخلها ومن خارجها، وأن يمر بخاطري مرة في أواخر التسعينيات أن أكتب كتابا عن إمبراطورية الطب والأطباء في مصر تاريخا وواقعا، وأن أجري بحثا حول المتحولين من العمل الطبي إلى غيره من مجالات العمل، غير أن الظروف المعيشية لم تتح لي أن أتمم مشاريعي تلك، لكنني اكتفيت بأن دونت خبرتي وتجربتي الشخصية في التحول بشكل موجز في أحد كتبي الصادرة هذا العام[1].

وسوف أحاول في هذه الورقة أن أقدم نظراتي في إصلاح المنظومة الصحية في مصر من وحي الرحلة، ولكن قبل أن أقدم تلك النظرات، دعوني أقدم رؤيتي حول المنظومة الصحية ومكوناتها.

لتحميل الكتاب: اضغط هنا

[1] كتاب: المفاتيح المكسورة..رحلة البحث عن الذات والمشروع، دار أكتب، 2011.

 

تحميل كتاب: في سبيل النهضة والاستقلال

شاركت في الفترة ما بين عامي 2009 و2013 في أعمال مشروع “في الفكر النهضوي الإسلامي” التابع لمكتبة الإسكندرية، والذي كان يقوم بإدارته الأستاذ الدكتور صلاح الدين الجوهري، وكان يشرف عليه من الناحية العلمية كل من الأستاذ الدكتور محمد عمارة، والأستاذ الدكتور محمد كمال الدين إمام، والأستاذ الدكتور إبراهيم البيومي غانم، أطال الله في أعمارهم ونفع بهم. هذا المشروع كان يهدف لإحياء كتب تراث الفكر الإسلامي النهضوي الصادر في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/ حوالي التاسع عشر والعشرين الميلاديين، وهي الكتب التي تناولت قضايا كان ولازال لها صلاحية، أو أهمية في العصر الذي نعيشه.

كانت مشاركتي متمثلة في إعداد ثلاث دراسات تقديمية لثلاثة من تلك الكتب، وقد أنجزت اثنتين منها في عام 2009 وهي دراسة كتاب “طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد” لعبد الرحمن الكواكبي، وكتاب “الإسلام دين الفطرة والحرية” لعبد العزيز جاويش، ثم كانت الدراسة الثالثة في عام 2011 لكتاب “المسئلة الشرقية” لمصطفى كامل، وقد صدرت كل من تلك الدراسات مع الكتب ذاتها عن دار الكتاب المصري واللبناني ومكتبة الإسكندرية في أوقات لاحقة (أعوام 2010 و2012). وقد رأيت بعد هذه الفترة أن أجمع دراساتي هذه في كتاب واحد، غير مستهدف الربح من ذلك، ولكنني أستهدف شيوع الفائدة، وتحصيل الثواب، بإتاحة تلك الدراسات مجانا على صفحات الإنترنت لمن يبتغي الاستفادة، خاصة مع ارتفاع أسعار الكتب التي صدرت، وربما نفاد طبعاتها. وقد رأيت حينما ضممت الدراسات مع بعضها البعض في هذا السفر أن أرتبها زمنيا وفقا لتواريخ صدور الكتب الأصلية، بادئا بكتاب مصطفى كامل، فكتاب الكواكبي، ثم منتهيا بكتاب جاويش.

تتناول كل دراسة من تلك الدراسات عرضا لحياة الكاتب في سياق الزمان والمكان والأحوال، ثم عرضا للكتاب. وتأتي صلات تلك الكتب بالنهضة والاستقلال عبر تناولها لعدة قضايا لا ينبغي أن يغفل عنها أي منشغل ومشتغل بهما في عصرنا، على الرغم من مرور أكثر من مائة عام على صدور تلك الكتب. فكتاب مصطفى كامل يشير إلى قضيتين لا غنى عنهما لتحقيق هذين الهدفين:

  • القضية الأولى: هي مسألة الوعي بالذات الحضارية في أبعادها التاريخي والجغرافي والبشري (تاريخ أمتنا، وامتدادها الجغرافي، وتنوعاتها البشرية.، وهي قضية تجيب على سؤال: من نحن؟ حتى وإن أبى البعض أن يعرف نفسه بذاته الحضارية وفقا لتلك الأبعاد، فإن غيره، يعرفه ويتعامل معه وفقا لها، ومن ثم فإن إنكارك لذاتك وتنكرك لها لن يرضي عنك الآخرون، فلا تضيع هذا الوعي إرضاءا لهم.
  • القضية الأولى: هي مسألة الوعي بالسياق الدولي الذي تتحرك فيه تلك الذات الحضارية، وهو للأسف سياق صراع وتآمر، يستهدف تفكيك تلك الذات وتفتيتها وتجزئتها، وإضعافها بكل السبل الممكنة، والكتاب وهو يتناول فصلا من ذلك الصراع والتآمر عنوانه “المسألة الشرقية” إنما يرسم لنا جذور مسألتنا اليوم في زمان ثورات الربيع العربي، والثورات المضادة التي أجهضتها، وإن كان يجب علينا أن نمر – استكمالا لتلك الجذور – على قصة صناعة الشرق الأوسط – والتي لم تكن قد اكتملت في ذلك الحين الذي دون فيه الكتاب، وإن كانت قد ارتبطت حلقاتها بحلقات المسألة الشرقية.

أما كتاب عبد الرحمن الكواكبي، فإنه يشير إلى قضية ذات صلة بالقضية الثانية من قضايا كتاب مصطفى كامل:

  • وهي قضية الاستبداد، فالذي لا شك فيه، والذي أكدته كل الأحداث التي حدثت على مختلف أراضي بلدان الشرق الأوسط، خاصة بعد وهم الاستقلال والجلاء والتحرر الوطني الذي عشاناه في النصف الثاني من القرن العشرين، أن الاستبداد هو الفيروس الذي تضيع معه وبسببه مناعة الأمة ضد أعدائها، ولا زالت أمتنا في الفصول الأخيرة التي عاشتها منذ سقوط الكتلة الشرقية، سواء في كل من العراق أو سوريا أو مصر أو ليبيا أو اليمن، أن آفة حارتنا الاستبداد، ومن ثم وجب تعلم دروس الكواكبي في كتابه تفصيلا.

أما كتاب عبد العزيز جاويش فيتناول:

  • قضية تجديد النظر للدين من زاوية كونه دينا للإنسانية وليس لأمتنا فقط، وإنسانيته تأتي من كونه دينا للفطرة، كما تأتي قبل ذلك وبعده من كونه دينا للحرية، عليها تأسس، وإليها يهدف، فلا مسئولية على الإنسان ما لم يكن حرا، ومن ثم فإن الله قد خلق الإنسان ابتداء كائنا حرا عاقلا، ليصبح مؤهلا لحمل الأمانة ..أمانة الاختيار الحر، ومن ثم فإن التشريع إنما يأتي على رأس مقاصده وغاياته إلى يحفظ على الإنسان حريته، ومن ثم يحفظ عليه إنسانيته، والوعي بالدين بهذا الشكل والمعنى هو وعي بالذات الحضارية وتحريرا لها لإنسانا ومجتمعا وأمة، وهو يقتضي إعمالا وتفعيلا في كافة مناهج التربية والتنشئة حتى لا نطمس على فطرة الإنسان ولا على حريته، وإذا صار إنساننا حرا، يسعى لتحرير الناس صار مشروعا لعولمة إنسانية جديدة أساسها الفطرة ووقودها الحرية. والتي بها ومعها لا يبقى استبداد ولا احتلال ولا استعمار ولا استحمار لأنه حينها تنعدم القابليات لكل أشكال الاسترقاق تلك.

بهذا وعلى هذا يجب أن نقرأ هذه الكتب، أو نعيد قراءتها في ظل واقعنا المعاصر الذي نعيشه، وهو الأمر الذي كان هدفا أسمى وراء هذا المشروع “في الفكر النهضوي الإسلامي”، وهذه المساهمات مني في هذا المشروع، والله أدعو أن أكون قد وفقت في مساهماتي تلك، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعلها “علما ينتفع به” بعد مماتي، وأن ينفعني بها يوم القيامة، إنه سميع مجيب الدعوات.

مجدي سعيد

لندن في 29 مايو 2016

لتحميل الكتاب: اضغط هنا