تحميل كتاب قصص ومعان… هوامش على متون 50 حياة الجزء الثاني

حين أنهيت إعداد كتابي “قصص ومعان” في النصف الثاني من شهر ديسمبر عام 2017، لم يكن في بالي أنني ربما يطول عمري وأكتب جزءا ثانيا له، ولكن ما أن انتصف شهر أغسطس 2018، حتى كنت أبدأ في سلسلة مقالات أخرى تحت نفس العنوان، ومن أغسطس 2018 حتى مارس 2019، أعانني الله وأكملت خمسين أخرى. وها أنا قد أعدت ترتيبها محاولا وضع الشخصيات التي تدور أعمالها في فلك متقارب مع بعضها البعض، ولكن كما قلت من قبل في مقدمة كتب سابقة، فإن الفصل الموضوعي بين شخصيات و/ أو مبادرات تشتبك مع قضايا الحياة المعقدة بطبيعتها هو أمر تعسفي، فالمجالات الموضوعية تتداخل، فإذا وجدت عنوانا عريضا لتجربة حياة شخص هنا، فإنك واجد خيطا رفيعا في تجربته من مجال موضوعي آخر.

لكن الجامع المشترك الأعظم بين كل أو جل شخصيات الكتاب هو أنها تقدم نماذج مضيئة لأناس استشعر كل منهم بمسئوليته إما تجاه خلق الله من نبات، وحيوان، وتربة، وماء، أو أنهم استشعروا بمسئوليتهم تجاه قضايا الناس من حولهم، إما في مجتمعاتهم القريبة، أو تجاه بعض المهمشين والمحرومين والمضطهدين سواء في بلدانهم أو بلاد بعيدة عنهم، إما ينتسبون إليهم بشكل ما، أو لا ينتسبون إليهم إلا بالنسب الإنساني العام، والبعض القليل من الشخصيات المختارة قدمت نماذج في نفع الناس بأشكال مختلفة، أو في ممارسة إنسانيتهم في أشكال أخرى.

لم أحاول فيما انتقيت من نماذج أن أقدم صورة مزيفة من واقع إنساني يغلب فيه الظلم والقهر والحرمان والفقر، واقع مظلم في كثير من جوانبه، لم أكن أحاول تزييف هذا الواقع الذي نعرفه ونعيشه جميعا، يوما بيوم، وساعة بساعة مع وفي ومن خلال نشرات الأخبار في وسائل الإعلام كافة، وفيما نتناقله أو نطالعه رغما عنا على الأقل على وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما حاولت أن أشير إشارات قصيرة إلى أن هناك في تلافيف هذا الواقع ما يخالف الظلمات التي نتداولها، نماذج من البشر، مثلنا من لحم ودم، ليسوا أساطير، ولا خرافات، ولا محض خيال، ولا نماذج من أعماق التاريخ، وإنما نماذج بشرية امتلأت نفوسها بقبسات من النور، إنعكاسات لنور الله في نفس كل إنسان..إنسان، يقبس كل منا، ويلتمس منها بقدر جلاء أجهزة استقباله، ثم يعكسها على ما حوله في أقوال وأعمال تحمد.

وبالطبع فإنني لست معنيا بتقييم مجمل حياة هؤلاء الذين كتبت عنهم، وإنما اخترت أن أقدم ما رأيت فيه نضالا إنسانيا شريفا، قدمه كل واحد منهم في جانب من حياته. بدأت هذه المجموعة ببهجة القلوب، وأنهيتها برحلة روحية عبر عدسات كاميرا، وبين هذين القوسين ترتفع نبضات القلوب، ونبرات الأصوات، وتحتدم المعارك أحيانا، ويفقد بعض النبلاء حياتهم، ويعيش البعض لحظات من السكينة، ويتتبع شغفه، وتأسره هوايته. شخصيات تجوب بك بلاد العالم، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، رجالا ونساء من أديان وأعراق مختلفة، وذوي لغات وثقافات متنوعة. أرجو أن أكون قد أفلحت في تقديمهم بما لا يخلو من متعة أو فائدة، أحدهما أو كلاهما.

والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

للإطلاع علي الكتاب مجاناً وتحميله: إضغط هنا

أضف تعليق