تحميل كتاب: نحو حلف فضول معاصر

حبات في عقد غير مكتمل

نشرت مادة هذا الكتاب منجمة على مدار خمسة عشر عاما – تنقص أو تزيد – بدأتها بمقال حول الدبلوماسية الشعبية، على هامش مناقشات فريق التحرير بموقع إسلام أون لاين حول الاجتياح الإسرائيلي لجنين في أبريل من عام 2002، وما أحدثه الاجتياح من ردود أفعال، ثم تلى ذلك ما كتبته من وحي حركات مناهضة الحرب والعولمة، والتي نشطت قبيل الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، حيث عملت في تلك الفترة محررا لصفحة خاصة حملت اسم “ساحة مناهضة الحملة الأمريكية”، ثم مسئولا عن فريق العمل في مبادرة “الشبكة العربية للإعلام البديل” ومحرر نشرتها “شعاب الحرية”، وقد خرجت من ذلك العمل وأنا أحمل هم الاهتمام بحركات مناهضة الحرب والعولمة، وقد صاحبني الاهتمام وقتها بحملة التضامن مع غزة، وسقوط الضحايا الدوليين لهذا التضامن، وهو الحدث الذي كان له بالغ الأثر في نفسي بإحيائه معنى “حلف الفضول، وهو المعنى الذي ظل يراودني حينا بعد آخر كما تلاحظون في هذا الكتاب، واستمر الاهتمام بعد ذلك سواء مع حرب لبنان 2006، أو مع العدوان الإسرائيلي المتتالي على غزة.

وإذا كان مكون “حركات مناهضة الحرب” قد أخذ النصيب الأكبر من كتاباتي، إلا أن مكون “حركات مناهضة العولمة” لم يغب عنها تماما، حيث كان له نصيب كبير من تقريري حول تصنيف وتعريف الحاضرون في مؤتمر بيروت عام 2004، وإذا كان الاهتمام بالحركات ذات الطابع الاحتجاجي والرافض هو الذي سيطر على اهتمامي لفترة، فقد انتقل الاهتمام في مرحلة لاحقة (2014 – 2016)، مع كتابة سلسلة مقالات نقاط مضيئة ومقالاتي بموقع يقظة فكر، في أعقاب انتكاسة الثورة المصرية عام 2013 إلى الاهتمام بالمكون البنائي في حركات مناهضة العولمة بشكل محدد، ومنعا للتكرار، فقد وضعت في الكتاب هنا من مقالات نقاط مضيئة ما له صلة بالخط العام للكتاب، وإن كنت ختمته بمقالي في نقاط مضيئة والذي قدمت فيه رؤية عامة لما أسميته بتيارات أنسنة العالم.

وبعد كل تلك السنين، وتقليب الفكر في الأمر، وتطوره، تبلورت لدي تلك القناعات:

  • أننا بالفعل في حاجة إلى تحالف عالمي يضع فيه المسلمون ثقلهم الفكري والحركي مع تيارات أنسنة العالم جميعا بساقيها الاحتجاجي والبنائي، وبمساريها في مناهضة الحرب ومناهضة العولمة.
  • أن معركة الناس، عموم الناس، الحالمين بعالم أكثر حرية وعدلا وسلاما، وأقل تدميرا للإنسان وبيئته، هي بالأساس مع العولمة الرأسمالية، فهي أساس الوباء، وأس البلاء، وما الحرب إلا أحد أكثر تجليات تلك العولمة سوءا وصخبا، وإن لم تكن الوحيدة.
  • وأن أمضى سلاح في تلك المعركة، هو سلاح بناء البدائل، في كافة مناحي الحياة، فكرا وحركة، وهو المجال الذي على أصحاب الوعي الحضاري، والفقه المقاصدي والعمراني أن يقدموا فيه نماذجهم الفكرية والعملية، والتي تتسع لأحلام الحالمين جميعا.
  • وأن هذا السلاح لابد له من مقومات استدامة، وطول نفس، وحكمة، ولابد له من دعاة، يبنون الوعي، ويحشدون الجمع.
  • وأن هذا السلاح، لا يغني عن السلاح الآخر، المتمثل في كل أشكال الاحتجاج والضغط والنضال السلمي المتاحة في العالم الذي يتمتع بمساحات لفعل ذلك، أو الذي يمكن خلق مساحات فيه لذلك الضغط.
  • أن نضال شعوب العالم ضد الاستبداد الذي لا زال يجثم على صدورهم، هو جزء لا يتجزأ من نضالهم ضد الحرب والعولمة، فما تقوت نظم الاستبداد إلا بدعم من النظم الرأسمالية الحاكمة في العالم، وما آلة الاستبداد المسلح، إلا وجه آخر من وجوه آلة الحرب، وقرن من قرون آلهته.
  • أن درة تاج الحرب والعولمة هو المشروع الصهيوني الإسرائيلي، ومن ثم فإن هزيمة هذا المشروع، وزواله سيكون إن شاء الله إيذانا بانهيار عرش رأسمالية الحرب والعولمة، ومن ثم فإن زوال هذا المشروع دونه خرط القتاد، وإن كان لا محالة قادم إن شاء الله.
  • ومن ثم علينا جميعا أن ندرك أن معركة الإنسانية واحدة، معركة تحريرها من الظلم والجور والعدوان واغتصاب الثروات وانتهاك كرامة الإنسان، والذي تقوده قوى العالم الرأسمالي المسيطر وأذنابها.
  • وأن أي جهد في هذا المعركة الشرسة، طويلة الأمد مطلوب، ولا معنى لقعود أحد، أو بكائه على الأطلال، فالعدو يملك الكثير والكثير من أسباب القوة، ودواعي الشراسة والتشبث بمواقعه.
  • وأن العالم ينتظر النماذج الملهمة المستوحاة من القيم العليا للإسلام، ومقاصده، ومنظوره الحضاري، المتوافق مع فطرة الإنسان وأشواقه إلى الحرية والعيش، والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

وختاما، فإن تلك الكتابات المتفرقة ما كان لها أن تصنع صورة متكاملة لحركات مناهضة الحرب والعولمة، وهو أمر يحتاج إلى احتشاد وتفرغ لا أملك أسبابه، لذا فقد آثرت ألا أبقي تراث تلك المقالات مدفونا، خاصة وأن أصول تلك المقالات قد دفنت بغلق بوابة إسلام أون لاين عام 2010. مكتفيا بما ورد في تلك المقالات من روابط لكل راغب في الاستزادة.

مجدي سعيد

لندن – 25 يناير 2018

ذكرى 7 سنوات على ثورة الحرية والعيش والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية

للإطلاع على الكتاب اضغط هنا

لتحميل الكتاب اضغط هنا

أضف تعليق